منتدى البابا كيرلس والبابا شنودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إحترام الكبار

اذهب الى الأسفل

إحترام الكبار Empty إحترام الكبار

مُساهمة  بنت مارى جرجس الجمعة مايو 13, 2011 11:51 pm



بقلم قداسة البابا شنوده الثالث


تعوَّدنا مُنذُ الصِّغر أن نحترم الكبار، سواء الكبار في محيط الأسرة، أو الكبار في السن، أو الرؤساء بصفة عامة، أو أُولي الأمر مِنَّا.

وصارت هذه إحدى القِّيم، أو إحدى الثوابت التي إحدى عناصر الأدب.

‏?? ولمَّا كبرنا ودخلنا في مجال التعليم، أصبحت من القِّيَم الثابتة إحترام الأستاذ أو المُعلِّم. وكمال قال أحمد شوقي أمير الشعراء في ذلك:


قِف للمُعلِّم وفِّه التبجيلا
أعلمت أعظم أو أجل من الذي
سبحانك اللهمَّ خير مُعلِّم
أخرجت هذا العقل من ظلماته

***

***

***

***
كاد المُعلِّم أن يكون رسولا
يبني وينشأ أنفساً وعقولا
أنشأت بالعلم القرون الأولى
وهديته النور المُبين سبيلا




?? ولمَّا وصلنا إلى الجامعة، صار أساتذتنا في موضع الإحترام والإجلال مِنَّا. وننظر إليهم كآباء وأُناسٍ في قمة العلم. نحترم أشخاصاً ومعلوماتهم كأشخاص بذلوا جهداً ووقتاً في البحث والتنقيب، إلى أن وصلوا إلى هذا الوضع. أين هذا من وقت أصبح فيه الطلبة يطلبون فيه عزل العميد أو حتى رئيس الجامعة!! بل أنه في بعض المدارس، صار التلاميذ الصغار يقولون: لا نريد هذا الأستاذ أو ذاك!

?? وقد تعلَّمنا ونحن في الجيش إحترام الكبار بشكل أعمق. من جهة إحترام وتوقير الرُّتبة الأعلى، والخضوع لها، والوقوف أمامها في ثبات، لا يستطيع فيها صاحب الرُّتبة الأقل أن يحرك يديه وهو واقف يتكلَّم. بل أكثر من هذا: فإنه في الرُّتبة الواحدة، يحترم الشخص من ورد اسمه في الترقية قبلاً منه في نفس التاريخ...

?? وفي الريف، كان إحترام العمدة إحتراماً واضحاً، بإعتباره الكبير في القرية. يلجأ إليه الناس إن كان عندهم شكوى. ويقبلون حُكمه بإعتباره القاضي بينهم.

وللأسف، نحن نجتاز فترة. نعيش فيها في شبه مجتمع لا يعترف بكبير له. وكثيراً ما يسخط على الكبار. ويصغر الكبار في عينيه ويطلب تغييرهم...

?? أذكر أنني عندما كنت فتى منذ حوالي 75 عاماً، حينما انتقلنا من الريف إلى القاهرة، حيث كانت أسرة زوجة أخي الكبير الذي ربَّاني. أنني رأيت جد هذه الأسرة، وكان رجلاً مُسنَّاً على المعاش، أنني تقدَّمت إلى هذا الرَّجُل الأشيب، فسلَّمت عليه، وقبَّلت يده ـ حسب أخلاق القرية ـ وهنا ضج الجميع بالضحك! فالتفت لأنظر هل قال أحدهم نكتة ضحكوا بسببها. وعرفت أن تصرفي في إحترام ذلك الشيخ كان هو النكتة!!

?? حقاً إن المدينة كانت أكثر من القرية حضارة وتمدُّناً. ولكن القرية كانت أكثر عمقاً في حفظ القيم وفي إحترام الكبار. ولكن بمرور الوقت، حينما تحضَّرت القرية وتمدَّنت، وحينما زحف إليها أهل المدينة وسكنوا فيها، حينئذ تغيَّرت أخلاق القرية كثيراً عن ذي قبل...

?? إن إحترام الكبار يبدأ أولاً في جو الأسرة بإحترام الوالدين، ثم بِمَن هو في مستواهما مثل العم والخال. وبعد ذلك يزحف هذا المبدأ إلى دور الحضانة، حيث يحترم الطفل مربيته ويحبها. وبالمثل في مستوى الـ K. G. وأيضاً ما يُسمَّى في أمريكا مثلاً Daycare.

?? وبهذا الأسلوب القوي، يكون الدخول في مرحلة الشباب حيث يكون قد تعوَّد على إحترام الكبار، ويُعتبر ذلك أدباً. وإذا بالشاب في عصر الكمبيوتر والنِّت والفيس بوك، يحترم أباه حتى إن كان ذلك الأب يجهل كل هذا الرُّقي في المعرفة. وإذا بصاحب الدكتوراه يحترم أباه حتى لو لم يكن قد حصل على مثل هذه الدرجة من التعليم. وفي نفس الوقت يحترم مَن لهم خبرة في الحياة أكثر منه.

?? هنا وأُقدِّم مثالاً آخر، من الكشافة والجوَّالة، وما عندهم من قِيَم، وما لهم من نظام. ثم أسأل عمَّا تُقدِّمه معسكرات الشباب عندنا، من حيث برامجها، ومن أخرجتهم من أصحاب القِيَم والمبادئ.

?? وفي إحترام الكبار أيضاً، أذكر إحترام الأشخاص كبار الشخصية مثل الحُكماء والعُلماء وأصحاب المواهب، ومَن تُقيم لهم الدولة حفلات تكريم، أو تمنحهم النياشين، إعترافاً بما وصلوا إليه من عظمة ومن فضل.

وأذكر في هذا المجال، ما قاله أحد الشُّعراء:


إذا كنت في حاجة مُرسِلاً
وإن باب أمر عليك التوى

***

***
فإرسل حكيماً ولا توصِهِ
فشاور لبيباً ولا تعصِهِ




?? إن إحترام الكبار يشمل بعض الفضائل الإجتماعية ومنها: لا تُكلِّم شخصاً أكبر منك، وأنت جالس وهو واقف. وإن كنت في جلسة حوار، فلا تتولَ إدارة هذه الجلسة في وجود مَن هُم أكبر منك، ولا تسبق الكل. ولا تحتكر الحديث، بل أعطِ فرصة لغيرك ليتكلَّم. ولا تحاول أن تُعارض كل رأي. ولا ترفع صوتك على مَن هو أكبر منك. ولا تقاطعه في كلامه لكي تتكلَّم أنت. ولا تسخر برأي يُبديه. لك أن تُعارض، ولكن في حفظ آداب الحديث.

?? إن عدم إحترام الكبار يؤدِّي إلى أخطاء أخطر من هذه وأبشع: فقد يتحوَّل إلى عدم إحترام النظام العام، وعدم إحترام القيم والقانون، بل والإعتراض والثورة على كل شيء. ورُبَّما الإعتراض على أمور بدون دراستها.

نرجو من اللَّه أن يقينا من كل هذا.

((منقول))








































بنت مارى جرجس

عدد المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 04/05/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى