جاد: تصدر الإخوان والسلفيين للمشهد في الفترة الماضية سبب مهم لزيارة الأوربيين للبابا

جاد: تصدر الإخوان والسلفيين للمشهد في الفترة الماضية سبب مهم لزيارة الأوربيين للبابا




في الآونة الخيرة تعددت زيارات الدبلوماسيين الأوربين للبابا شنودة في المقر البابوي، وكان آخرها زيارة رئيس المفوضية الأوربية خوسيه مانويل، الذي أراد معرفة رأي البابا واقتراحاته في الأحداث الجارية لتكون أمام أعينهم عند تقديم المساعدات لمصر، فالسؤال الذي يطرح نفسه ما هو سر اهتمام الأوربين بمقابلة البابا شنودة؟!
د.عماد جاد الخبير بمركز دراسات الأهرام الاستراتيجي، يرى أن سبب الاهتمام الأوروبي بزيارة البابا شنودة هو تصدر الإخوان والسلفيين للمشهد السياسي في الفترة الماضية، وتصريحاتهم عن إقامة دولة دينية ورفض الديمقراطية هي تصريحات مقلقة للمصريين وبالأساس مقلقة للاتحاد الأوروبي، الذي يريد أن يبني علاقات شراكة مع مصر ويريدون أن تكون مصر دولة مدنية ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان.
وقال جاد: "إذا تحولت مصر لنموذج مثل طالبان، فما سيكون العمل؟"،وأضاف أن الأوربيين يأتون ليقابلوا مختلف الأطراف من القوى السياسية سواء شباب الثورة أو الأحزاب وكذلك التيارات الإسلامية، ويذهبون لزيارة البابا لمعرفة رأي الكنيسة دون وجود أي ضغوط وليتعرفوا على الوضع الراهن في مصر عن قرب، وأكد جاد أنه يرفض بأي شكل من الأشكال وجود دور سياسي لرجال الدين أو المؤسسة الدينية بشكل عام، لكنه أوضح أن في ظل حالة الخلط بين الدين والسياسة التي تمر بها مصر لا يستطيع أن يلوم البابا شنودة والآخرين يخلطوا الدين بالسياسة.
فيما أشار كمال زاخر منسق التيار العلماني القبطي لحالة الأرتباك والغموض التي تمر بها مصر وعدم وضوح الرؤية وإلى أي طريق مصر ستتجه، وأن الدول الغربية أكثر حرصا على معرفة ما يجري على أرض الواقع في الشارع المصري، لذا يحاولوا السماع لكل الأطراف والكنيسة واحدة من هذه الأطراف.
وأوضح أن هناك لقاءات مثلها مع الجماعات الإسلامية أو الإخوان، وانه لا يقارن هنا لأن الكنيسة مؤسسة دينية وليست مؤسسة سياسية، لكن الخط الفاصل بين الوضع الديني والوضع السياسي متشابك وغير واضح المعالم.
واتفق زاخر مع جاد حول رفضه لفكرة وجود دور سياسي للمؤسسة الدينية، وأشار إلى أن الدول الغربية لا يعنيها سوى مصالحها وهي تزور القوى التي لها تأثير على أرض الوقع، وقال: "لا نستطيع أن نشطب على الواقع الذي يقول أن الكنيسة لها دور في الوضع السياسي، رغم رفضنا كمثقفين أوسياسيين أن يكون لها دور سياسي".